قال ابن شهاب: وأخبرني ابن حزم أن ابن عبّاس وأبا حبة الأنصاري يقولان: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''ثمّ عرّج بي حتّى ظهرتُ بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام''، وفيه: ''ثمّ أدخلتُ الجنّة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك''.
وفي حديث مالك بن صعصعة: ''فلمّا جاوزته (يعني موسى)، بكى، فنودي ما يبكيك؟ قال: يا ربّ، هذا غلام بعثته بعدي يدخل الجنّة من أمّته أكثـر ممّا يدخل من أمّتي''، وفيه: ''ثمّ رفع لي البيت المعمور، فقلت: يا جبريل، ما هذا؟ قال: هذا البيت المعمور يدخُله كلّ يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه آخر ما زين عليهم، أي لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، والكلّ إمّا آت من عند ربّه سبحانه داخل في البيت المعمور، وإمّا خارج منه ذاهب إلى مولاه جلّ في عُلاه، مخترقًا عوالم الغيب التي لا يدرك كنهها إلاّ الله سبحانه وتعالى. وقد ثبت أيضًا في الصّحيحين من طريق مالك، رحمه الله، أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال في حديث الإسراء: ''ثمّ رفع بي إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كلّ يوم سبعون ألفًا لا يعودون إليه آخر ما عليهم يعني يتعبّدون فيه ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم وهو كعبة أهل السّماء السّابعة، وفي كلّ سماء بيت يتعبّد فيها أهلها ويُصلّون إليه، والذي في السّماء الدّنيا هو بيت العِزّة، حيث أكرمه الله تعالى بنزول القرآن الكريم جملة واحدة في ليلة القدر من اللّوح المحفوظ ثمّ أنزله تعالى بعد مُنَجَّمًا على أطهر قلب في الوجود قلب سيّدنا محمّد، صلّى الله عليه وسلّم، الشّريف حسب الوقائع والأحداث في ثلاث وعشرين عامًا، إلى أن اصطفاه سبحانه وتعالى إلى جواره الكريم''.
wassitalkhir.com
kafilelyatim.org