من أعظم آفات اللّسان الغِيبَة، وهي ذِكرك أخاك المسلم في غيبته بما يكره لو سمعه، سواء ذكرته بنقص في دينه أو بدنه أو أهله وولده، حتّى مشيته وثوبه وسائر ما يتعلّق به، وسواء في ذلك النُّطق باللّسان والكتابة والإشارة باليد.
والغيبة مُحرَّمة شديدة التّحريم، قال اللّه تعالى: {..ولا يَغتَب بعضكم بعضاً أَيُحِبُّ أحدُكم أن يأكُل لحم أخيه مَيِّتاً فكَرِهتموه واتَّقوا اللّه إنّ اللّه توابٌ رحيم} الحجرات:12، فشبَّه اللّه تعالى المغتاب الظالم بآكل لحم أخيه المسلم ميتاً.
وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''كلّ المسلم على المسلم حرام دمُه ومالُه وعِرضُه''، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''الرِّبا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل أن ينكح الرّجل أمّه، وإنّ أربَى الرّبا استطالة الرجل في عِرض أخيه المسلم''، وقالت عائشة رضي اللّه عنها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: حسبُك صفية كذا وكذا، قال بعض الرُّواة: تعني أنّها قصيرة، فقال عليه الصّلاة والسّلام: ''لقد قلتِ كلمة لو مُزجَت بماء البحر لمزجته''، أخرجه أبو داود وأحمد والترمذي، وقال هذا حديث حسن صحيح. أي لو خلطت بماء البحر لغيّرته وأنتنته من فحشها وقبحها.
الإمام عبد اللّه بن علوي الحدّاد الحسني
kaheel7.com
wassitalkhir.com
kafilelyatim.org