| فتوى فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد؛ فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد أمر بالصدق في كتابه وأمر بلزوم أهله .فقال جَلَّ وَعَلَا:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ ]التوبة: 119 ﷺ نهى عن الكذب وجعله من الكبائر. فقال ﷺ: "إياكم والكذب، فإنَ الْكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجور، وَمَا يزال الرَّجل يَكْذِبُ ويتحرَّى الْكَذِبَ حتى يُكْتَبَ عند اللَّه كذابًا". وإذا كان الأمر كذلك فالواجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه ويلزم أمر ربه، ويطيع رسوله ﷺ ويحذر كل الحذر من الكذب، فإن الكذب محرم بجميع أشكاله وألوانه، ويشتد ويزداد حرمة إذا كان لإضحاك الناس . وهذا الذي نعلمه عن هذا الأمر الذي سئل عنه واشتهر بين المسلمين وفي الآونة الأخيرة وللأسف إنما مصدره اليهود والنصارى وبلاد الغرب والشرق من هؤلاء جميعا فإنهم يكذبون هذه الكذبة ليضحكوا بها أو ليذكروا بها ويشتهروا بها ويدونوا في عالم الشهرة . أما نحن معشر المسلمين فإن النبي ﷺ قال: "ويل للرجل يكذب الكذبة ليضحك بها الناس ويل له ثم ويل له". فالواجب علينا جميعا أن نحذر هذا وهذا الباب الذي سئل عنه وهو باب "كذبة إبريل" محرمة من ناحيتين: الناحية الأولى: أنها كذب، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد حرّم الكذب وقد سمعنا جميعا قول النبي ﷺ "إياكم والكذب، فإنَ الْكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجور، وَمَا يزال الرَّجل يَكْذِبُ ويتحرَّى الْكَذِبَ حتى يُكْتَبَ عند اللَّه كذابًا"، فهذه ناحية..
والناحية الثانية: التي تشتد بها وبسببها حرمة هذا الكذب إضافة إلى حرمته الأصلية وهي كون هذا الأمر تشبها بالكفار، فإن هؤلاء الكفار يكذبون ويفعلون ويفعلون وربما أتوا بالكذبة الكبيرة والطامة العظيمة التي تذاع وتشاع خصوصا في وسائل الإعلام اليوم فتشرق وتغرب ويحصل فيها الفزع الكثير ثم بعد ذلك يتبين أنها لا أصل لها.